كل خريف، خلال الفترة الممتدة من منتصف سبتمبر حتى عيد الشكر في نوفمبر، يقوم مزارعونا بحصاد ملايين الكيلوغرامات من التوت البري في مزارعهم في ماساتشوستس ونيو جيرسي وأوريغون وواشنطن وويسكونسن ومناطق من كولومبيا البريطانية وكيبك.
ينمو التوت البري، وهو نبتة معمرة، على براعم طويلة في الأراضي الخثية الرملية والأراضي الرطبة. في قديم الزمان كان التوت البري يُقطف بعناية باليد . ثم استخدم المزارعون معاول خشبية شبيهة بأمشاط كبيرة لاكتساح الشجيرات وفصل التوت. أما اليوم، فيستخدم المزارعون طريقتين للحصاد: ألا وهما الحصاد الجاف أو الغمر بالماء.
الحصاد في الأراضي الخثية الجافة
لقطف التوت البري في المزارع الجافة المخصصة ثمارها لسوق الفاكهة الطازجة، يستخدم المزارعون معدات حصاد ميكانيكية شبيهة بآلات جز العشب الكبيرة. وتقوم الأسنان المعدنية المتحركة باكتساح الشجيرات وفصل التوت الذي يتم جمعه في قماش من الخيش يوجد وراء الآلة. وغالبًا ما يتم نقل أكياس التوت بطائرة مروحية لحماية النباتات من الشاحنات . الحصاد في الأراضي الخثية المغمورة بالماء "خلافًا للاعتقاد الشائع، فإن التوت البري لا ينمو تحت سطح الماء. غير أن الماء يلعب دورًا هاما في طريقة الحصاد هذه.
وتبدأ عملية الحصاد في الأرض الخثية المغمورة بالماء فعليًا في الليلة التي تسبق الحصاد. حيث يقوم المزارع بغمر الأرض الجافة بـ 45 سنتيمترًا من الماء. وفي اليوم التالي يتم فصل التوت البري من الشجيرات باستخدام بكرات أو "مضارب بيض". ونظرا لاحتواء التوت البري على جيوب هواء، يطفو التوت المفصول على سطح الماء. إنه لمشهد أخّاذ إذ يطفو التوت البري الأحمر القاني على الماء، ومن خلفه أوراق شجر الخريف المتأتية من الغابة المحيطة والسماء الزرقاء الساطعة. ثم يقوم المزارعون المجهزون ببناطيل واقية بجمع التوت على شبكات عملاقة ونقله بالشاحنات إلى وحدة مركزية، حيث يتم فرزه ومعايرته. يتم تحويل التوت البري الذي قُطف في الأرض الخثية المغمورة بالماء إلى مواد غذائية وعصائر.
"الساق الخشبية" ويب والتوت البري المرتد
تقيّم أوشن سبراي التوت البري حسب لونه وحجمه ونضارته ... ولكن أيضا، حسب قدرته على الارتداد- على الرغم من أنّ هذه الفكرة تبدو غريبة! كان جون ويب الملقّب بـ"الساق الخشبية"، وهو مزارع سابق من نيو جيرسي أول من لاحظ هذه الميزة. ولأنه كانت له ساق خشبية، فلم يكن قادرًا على نقل التوت إلى الحظيرة حيث كان يخزنه.
ولذلك كان يسقطه من الدرج وسرعان ما لاحظ أن التوت الأكثر صلابة ونضارة فقط يرتد إلى أن يصل إلى الأسفل. وكانت الفواكه الطرية والتي بها كدمات لا ترتد وتبقى على سلالم الدرج. وأدت ملاحظاته إلى إنشاء أول جهاز فاصل للتوت البري على أساس الإرتداد، وهي الطريقة التي لا تزال تستخدمها أوشن سبراي لإزالة التوت التالف أو ذات الجودة الدنيا.